وأمَّا السَّابحات: فالملائكة تسبح بين السَّماء والأرض إذا نزلَتْ؛ أي: تُسرع كالسَّابح في الماء.
وقال قطرب: السَّابحات: الملائكةُ تقبض أرواح المؤمنين، يسلُّونها سلًّا رويدًا، ثم يدَعونها حتى تستريح، ثم يسلُّونها سلًّا رقيقًا، ثم يدَعونها تستريح. وكذا قاله الكلبيُّ، والسَّابح في الماء كذلك (٣).
وقال أبو روق: سبقَتْ بني آدم إلى العمل الصَّالح (٤).
وقال الحسنُ: سبقَتْ بالإيمان والتَّصديق (٥).
(١) انظر: "غريب القرآن" لابن قتيبة (ص: ٥١٢). (٢) لم أقف عليه عن ابن جريج، وذكر نحوه مقاتل في "تفسيره" (٤/ ٥٧٣). وذكر نحوه الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٢٣) عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه عنه، ولفظه: (هي الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والأظفار حتى تخرجها من أجوافها بالكرب والغم). وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٤٠٣) عن سعيد بن منصور وابن المنذر. (٣) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٢٣) عن الكلبي. وذكره الواحدي في "البسيط" (٢٣/ ١٦٣) وعزاه إلى علي ومقاتل ومسروق وابن عباس في رواية الكلبي. (٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١٢٤). (٥) ذكره الماوردي في "تفسيره" (٦/ ١٩٣).