وقيل: ماكثين فيها ما دامت الأحقابُ، وهي لا تنقطع، فكان معناه: لابثين فيها أحقابَ الآخرة وهي لا تنقطع (١)، كما لو قيل: أيَّام الآخرة، لكن ذكر الأحقاب أهولُ.
وقيل: إنَّ هذه أحقابٌ منقطعة؛ لأنَّها منكَّرة، ولا تَستغرِق، لكنَّها مدَّةُ ما ذُكِرَ بعدها:
{لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (٢٤) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا}: ثم بعد هذه المدَّة يُعذَّبون بعذاب آخر، وعلى هذا لا وقف عند قوله:{أَحْقَابًا}.
قال الفرَّاءُ: إنَّ النَّوم يُبْرِدُ صاحبَه، وإنَّ العطشان لينام فينتبه وقد زال حرُّ عطشه (٥).
وتقول العرب: منع البردُ البردَ (٦).
(١) "فكان معناه لابثين فيها أحقاب الآخرة وهي لا تنقطع" ليس في (أ). (٢) في (ر): "عليهم". (٣) في (أ): "وبرد". (٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (١٠/ ١١٧) عن الكسائي وأبي عبيدة، وذكره ابن الجوزي في "زاد المسير" (٩/ ٨) عن مجاهد والسدي وأبي عبيدة وابن قتيبة. (٥) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ٢٢٨). (٦) انظر: "تفسير الثعلبي" (١٠/ ١١٧)، وشرح معناه بقوله: "أذهب البردُ النوم".