وقيل: إنَّما قال: {يُؤْثَرُ} لأنَّه خاف بني هاشم أن يغضبوا بقوله: محمَّد -صلى اللَّه عليه وسلم- ساحر، ويقولوا: إنَّما السِّحر في الأعاجم، فقال:{سِحْرٌ يُؤْثَرُ}؛ أي: يأثُره عن غيره.
وقيل: عنى بقوله: {سِحْرٌ يُؤْثَرُ}؛ أي: كان قبلَه رجال يدَّعون النُّبوَّة، ويضيفون كلامًا إلى اللَّه تعالى، فهذا كلام منقولٌ، وكلُّه باطل، وهو كقولهم:{إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}[الأنعام: ٢٥].
وقال أبو سعيد الضَّرير:{يُؤْثَرُ}؛ أي: يُورَث (١).
وروي عنه أنَّه قال: أليس يسار أبو فكيهةَ هو الذي يأتيه من مسيلمة الكذَّاب، وذكرنا قصَّة تسميته بذلك في أوَّل هذه السُّورة، وطريقًا آخر في أوَّل (سورة حم السَّجدة).
{سَأُصْلِيهِ سَقَرَ}: أي: سأدخلُه سقر، وهي درَكةٌ من درَكات النَّار، ولا تُصْرَف (٢)؛ لأنَّها من أسماء جهنَّم وجمعَت التَّعريف والتَّأنيث، واشتقاقها من: سقرتْهُ الشَّمسُ: إذا آلمَتْ دماغه.
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ}: مبالغةٌ في وصفها، وتنبيهٌ على شدَّة عذابها.
(١) ذكره القرطبي في "تفسيره" (٢١/ ٣٨١). (٢) في (ف): "ولا تجرى"، والمعنى واحد.