النَّبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "استكثِرْ من قول: لا إله إلا اللَّه، ولا حولَ ولا قوَّة إلا باللَّه" -وفي رواية قال:"اتِّقِ اللَّه واصبر ولا تستعجل"- ففعل (١)، فبينما هو في بيته، فقَرع ابنه الباب، فخرج فرآه ومعه مئة من الإبل. في رواية الكلبي (٢) -وقال مقاتل بن حيَّان: ومعه أغنام- فأتى عوفٌ النَّبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، وقال: إنَّ ابني عاد بكذا وكذا، فهل يحلُّ لنا أن نتناول منه؟ قال:"نعم"، وكان عوفٌ رجلًا فقيرًا، فأنزل اللَّه فيه:{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ} كما اتَّقى عوفٌ {يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} من شدائد الدُّينا، وسكرات الموت، وأهوال يوم القيامة، {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} كما رزق عوفَ بن مالك وابنه (٣).
{إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ}: أي: منفِذُ أمره، ممضٍ له، لا مانع له منه، ولا معترِض عليه.
وقيل: أي: قد جعل لكلِّ شيءٍ أجلًا ينتهي إليه، بلا تأخير ولا تقديم.
وقيل: هو راجعٌ إلى كلِّ ما ذُكِرَ مِن أوَّل السُّورة إلى هاهنا، من حدود الطَّلاق والعدَّة، أخبر أنَّ لكلٍّ مِن ذلك -من شرائعه وأحكامه- عنده مقدارًا؛ أي: حدًّا فالزموه ولا تتعدَّوه.