وقوله تعالى:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ} يحتمِل أنَّه توهَّم بعضُ المشركين أنَّ الإيمان لو كان حقًّا لسلِم المسلمون من المصائب في أبدانهم وأموالهم، فقال اللَّه تعالى:{مَا أَصَابَ} العباد {مِنْ مُصِيبَةٍ}.
{إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ}(٢): أي: بعلم اللَّه، وقيل: أي: بتخليقه، وقيل: بقضائه، وقيل: بمشيئته، ولو شاء لسلِمَ منها صاحبها، ولكن قد يصيب المؤمنين بالمصائب استصلاحًا لهم، وامتحانًا لصبرهم، وتكثيرًا لمثوباتهم.
{وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}: إلى ما هو صلاحٌ له.
وقيل:{وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ}: بأنَّ المصيبة من عند اللَّه {يَهْدِ قَلْبَهُ}، للاسترجاع، وقيل: للصَّبر والرَّضا.
{وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}: بما يُصلح عبادَه ويردعُهم عن معاصيه.
وقيل: بإيمان كلِّ مؤمن عليمٌ.
(١) في (ر): "ووارث". (٢) في (ر): "إلا بإذن اللَّه وتتصل هذه بالآية".