وقيل: فمنكم كافرٌ في علم اللَّه تعالى في الأزل، ومنكم مؤمنٌ في علم اللَّه في الأزل.
وقيل: فمنكم مَن يكفر باللَّه إذا عقل (١)، ومنكم من يؤمن باللَّه إذا عقل.
{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}: فيجزي كلًّا على وفق عمله.
{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ}: أي: بحقه (٢)، وقيل: للحقِّ.
{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ}: فالإنسان على أحسن سورة.
{وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}: أي: إلى جزاء اللَّه مرجع الخلق.
* * *
(٤ - ٦) - {يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (٤) أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٥) ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُوا وَتَوَلَّوْا وَاسْتَغْنَى اللَّهُ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}.
{يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: لا يخفى عليه شيء.
{وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ}: أي: بضمائر الصُّدور.
وقوله تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ}: يخاطب مشركي قريش يقول: ألم يأتكم خبر الذين كفروا من قبلكم من الأمم الماضية {فَذَاقُوا وَبَالَ أَمْرِهِمْ}؛ أي: نالهم ضرر كفرهم {وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} في الآخرة.
{ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ}: بالمعجزات الواضحة {فَقَالُوا أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا}؛
(١) في (أ): "غفل". (٢) في (ر): "لحقه".
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute