وقوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً}، ثمَّ إنَّ اللَّهَ تعالى أرادَ أن يقطعَ المنافقين عن مناجاة النَّبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فيزول ما كان الشَّيطانُ يحزنُ به المؤمنين منها، بأن يعظِّمَ المؤمنون رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فلا يناجوه إلَّا في مهمٍّ من أمور الدِّين، فأوجبَ على مَن أرادَ منهم مناجاته تقديمَ صدقة، فقال:{إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ}؛ أي: إذا أردْتُم مناجاته {فَقَدِّمُوا} قبل مناجاتكم إيَّاه {صَدَقَةً}.
{ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ}: في دينِكم لِمَا تنالونه من الثَّواب.
{وَأَطْهَرُ}: لكم من الذُّنوب، ويكون كتقديم الوضوء على الصَّلاة.
{فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا}: ما تتصدَّقون به {فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} لا يكلِّفكم شططًا، فناجوه في المهمِّ من أمر الدِّين من غير تقديم صدقة.