{إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ}: قرأ ابن كثير وعاصم في رواية أبي بكر بتخفيفِ الصَّاد، وهو من التَّصديق، وقرأ الباقون بتشديد الصَّاد، وهو من التَّصدُّق بإدغام التَّاء في الصَّاد (١).
وقوله تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ}: إنْ جُعِلَ هذا في أهل الكتاب كما مرَّ في الآية الأولى فمعناه: أولئك المبالِغون في الصِّدْقِ صدَّقوا بالكتاب الأوَّل والرَّسول الأوَّل، وبهذا الكتاب وبهذا
(١) انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٦٢٦)، و"التيسير" للداني (ص: ٢٠٨). قال ابن زنجلة في "حجة القراءات" (ص: ٧٠١): وحجة من خفَّف هي أنَ التَّخفيف في قوله: {المصَدِّقين} أعم من التشديد، ألا ترى أن {الْمُصَّدِّقِينَ} بالتشديد مقصورةٌ على الصدقة، و {المصَدِّقين} بالتَّخفيف يعم التَّصديق والصَّدقة؛ لأن الصَّدقة من الإيمان، فهو أوجب في باب المدح. (٢) البيت للبيد بن ربيعة. انظر: "ديوانه" (ص: ٩١).