وقال الحسنُ رحمَه اللَّه:(مواقع النجوم): مساقطُها إذا انتثرَتْ لقيام السَّاعة تعظيمًا لذلك اليوم، وتنبيهًا على قدرة اللَّه تعالى، وتذكيرًا بذلك اليوم (١).
وقيل:(مواقع النجوم): مواقعُ نفعِها منَّا بالاهتداء بها في ظلمات البرِّ والبحر، ومعرفةِ مقادير السَّاعات في اللَّيل والنَّهار، وأوقات النُّجعة وأنواء الأمطار، مِن قولهم: لهذا عندي موقع.
وفي قراءة حمزة والكسائيُّ:{بِمَوَقِعِ النُّجُومِ}(٢)، وهو يؤدِّي عن الجمع في مثله.
قوله تعالى:{إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ}؛ أي: عندَ اللَّهِ؛ لأنَّه كلامُه ووحيُه، وكريمٌ على رسولِه؛ لأنَّه مِن عندِ ربِّه، وكريمٌ على المؤمنين؛ لأنَّ فيه شفاءَهم وهداهم وبشارتهم، وكريمٌ في نفسِه؛ لأنَّه كثيرُ الخيرِ، شريفٌ جليلٌ نافعٌ معجِزٌ، ومِن حقِّه أنْ يُكْرَمَ ويُعظَّمَ ويُستفادَ ويُغتَنمَ ويُعمَلَ به ويُعْلَمَ.
وقال ابنُ حبيبٍ: الكريمُ مِن العبادِ: الصَّفوح المساهل، والقرآنُ كريمٌ لغلبَةِ يُسْرِه على عُسْرِه.