وشجرُ النَّارِ كانت معروفةً عندهم، وكانوا يقولون: في كلِّ شجرٍ نارٌ، واسْتَمْجَدَ المَرْخُ والعَفَارُ (١).
وقال ابنُ عبَّاس رضي اللَّه عنهما: ما مِن شجرٍ ولا عودٍ إلَّا وفيه النَّار، سوى العُنَّاب، فإنَّ عودَه لا نارَ فيه؛ قال اللَّه تعالى:{جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ}[يس: ٨٠](٢).
(١) انظر: "الأمثال" لأبي عببد (ص: ١٣٦)، و"الكامل" للمبرد (١/ ١٧٢)، و"المستقصى في أمثال العرب" (٢/ ١٨٣ - ١٨٤)، وفيه: المرخ والعفار: هما شجرتان من أسرع الشجر خروج نار، والاستمجاد: الاستكثار من المجد، وهو كثرة الشرف، ومعناه: أنهما أخذا الفضل وذهبا بالمجد. يضرب في تفضيل بعض القوم على بعض إذا كانوا كلهم ذوي خير، ولبعضهم مزية وتقدُّم ليس للآخرين. (٢) ذكره الواحدي في "البسيط" (١٨/ ٥٢٨) عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما، والثعلبي في "تفسيره" =