{أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ}: استفهامٌ بمعنى التَّوبيخ؛ أي: وإذا كانَ اللَّهُ قادرًا على أنْ ينقلَ المنيَّ إلى هذه الصُّورة العجيبة فهو قادرٌ على إحيائِه بعدَ موتِه.
قال مجاهدٌ: قدَّرنا بالتَّعجيل والتَّأخير (٢)؛ أي: نعجِّلُ بعضًا ونؤخِّرُ بعضًا، على ما علمْنا وأردْنا لا يُعْتَرَضُ علينا فيه.
{وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ}: أي: لا يفوتُنا أحدٌ، ولا يغلبنا أحدٌ أنْ نبدِّلَ أمثالَكم.
قال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما:{نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ}؛ أي: الأعمارَ إلى الموتِ، فمنكم مَن يعيشُ إلى أنْ يبلغَ الهرمَ، ومنكم مَن يموتُ شابًّا وصبيًّا وصغيرًا {وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ}؛ أي: عاجزين على أنْ نهلِكَكم ونأتِ بخلقٍ خيرٍ (٣) منكم وأطوعَ (٤).
وقال السُّدِّيُّ وسعيدُ بنُ المسيَّبِ:{وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ}؛ يعني: في حواصلِ طيرٍ سُودٍ، تكون ببَرَهوت كأنَّها الخطاطيف (٥).
(١) في (أ): "تخلقونه". (٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٣٤٥). (٣) في (ر): "وأن نخلق خيرًا". (٤) انظر: "تنوير المقباس" للفيروزآبادي (ص: ٤٥٤ - ٤٥٥). (٥) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢١٥) عن سعيد بن المسيب.