فقال: يا رسول اللَّه، أسمَعُكَ تذكرُ في الجنَّة شجرةً لا أعلم شجرةً أكثرَ شوكًا منها! يعني الطَّلح، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فإنَّ اللَّهَ تعالى يفعلُ مكانَ كلِّ شوكةٍ منها ثمرةً فيها سبعون لونًا من الطَّعام، لا يشبهُ لونُ الواحدِ منها لونَ الآخر"(١).
وعن عليٍّ رضي اللَّه عنه أنَّه كان يقول: هو في معنى: وطلع منضود، فقد قال:{لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}[ق: ١٠]، وهو ثمر النَّخل (٢).
قوله تعالى:{وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}: أي: دائمٍ لا تنسخُه الشَّمس، وفي الخبر:"إنَّ في الجنَّةِ شجرةً، يسيرُ الرَّاكِبُ في ظلِّها مئةَ عامٍ لا يقطعُها، اقرؤوا إنْ شئِتُم:{وَظِلٍّ مَمْدُودٍ} "(٣).
وقال نضر بن شُميل: أي: لا ينقصُ كما ينقص ظلُّ الدُّنيا.
وقال الرَّبيع بن أنس: أي: ظلِّ العرش (٤).
وقوله تعالى:{وَمَاءٍ مَسْكُوبٍ}: أي: مَصْبوب.
وقال سفيان: أي: يجري في غيرِ أُخدودٍ (٥).
(١) رواه ابن أبي داود في "البعث" (٧٠)، والطبراني في "المعجم الكبير" (١٧/ ١٣٠)، وفي "مسند الشاميين" (٤٩٢)، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (٦/ ١٠٣)، وأبو نعيم الأصفهاني في "صفة الجنة" (٣٤٧). قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (١٠/ ٤١٤): رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح. (٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٣٠٩)، وابن الأنباري في "المصاحف" كما في "تفسير القرطبي" (٢٠/ ١٩٥)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢٠٧). (٣) رواه البخاري (٣٢٥٢)، ومسلم (٢٨٢٦)، من حديث أبي هريرة رضي اللَّه عنه. (٤) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٦/ ٢٠٧). (٥) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٣١٨).