وعن سلمان قال: أطفالُ المشركين خدمُ أهلِ الجنَّةِ (١).
وقال الحسنُ رحمه اللَّه: لم يكن لهم حسنات يُجْزَونَ بها، ولا سيِّئات يُعاقَبونَ عليها، فوُضِعوا هذه المواضع (٢).
وتوقَّف أبو حنيفة رحمه اللَّه في الأطفال، قال: لأنَّ الثَّوابَ بفضْلِ اللَّهِ وبوعدِه، لا بالفعلِ، ولا نصَّ فيهم (٣).
وقيل: هم خدمٌ خُلِقوا في الجنَّةِ على صورة الغِلمان، وهم للخِدمةِ لا غير، والحورُ العين للخدمةِ والمتعةِ.
{مُخَلَّدُونَ}: قال الفرَّاء؛ أي: على سِنٍّ واحدٍ لا يتغيَّرون (٤). وهو قول الحسن أيضًا (٥).
وقيل: خالدون في الجنَّة مع أهلِها. وهو قول مجاهد رحمه اللَّه (٦).
= رضي اللَّه عنه مرفوعًا بلفظ: "أولاد المشركين خدم أهل الجنة"، وقال: لم يروه عن قتادة إلا مقاتل. قلت: يزيد الرقاشي وعلي بن زيد ضعيفان، ومقاتل بن سليمان قال عنه ابن حجر في "التقريب": كذبوه وهجروه. ورواه البزار في "مسنده" (٤٥١٦)، والطبراني في "المعجم الأوسط" (٢٠٤٥)، من حديث سمرة بن جندب رضي اللَّه عنه مرفوعًا. والحديثان ضعفهما ابن حجر في "فتح الباري" (٣/ ٢٤٦). (١) رواه عبد الرزاق في "مصنفه" (٢٠٠٧٩)، والبيهقي في "القضاء والقدر" (٦٣٠). (٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٢٠٤)، والبغوي في "تفسيره" (٨/ ١٠)، وعزاه السيوطي في "الدر المنثور" (٨/ ٩) إلى عبد بن حميد. (٣) انظر: "الكسب" لمحمد بن الحسن (ص: ٥٤)، و"تبيين الحقائق" للزيلعي (٣/ ٢٩٢)، و"حاشية ابن عابدين" (٢/ ١٩١). (٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء (٣/ ١٢٢). (٥) ذكره الماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٤٥٠). (٦) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ٢٩٥).