{جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ}: أي: فعَلْنا ذلك جزاءً لنوحٍ بصَبْره على أذى قومِه وكُفْرِهم به، وتَرْكِهم الشُّكْرَ له على دعائه إياهم إلى ما فيه نَجاتُهم.
وقولُه تعالى:{وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً}: أي: ولقد ترَكْنا السَّفينةَ علامةً على قُدْرَةِ اللَّهِ تعالى، ولُطْفِه بأهل ولايته، وتمييزِه بين أهل الإيمان وأهل الكفر، والكنايةُ راجعةٌ إلى {ذَاتِ أَلْوَاحٍ}.
وقيل: أي: ترَكْنا هذه الفِعْلَةَ آيةً للعالمين، يَعْتَبِرُ بها كلُّ مَن بلَغَه هذا الخبَرُ.
وقال قتادة: أبقى اللَّهُ سفينةَ نوحٍ على الجُوديِّ حتى أدرَكَها أوائلُ هذه الأُمَّةِ (٣).
وعن ابن عباسٍ مِثْلُه (٤).
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ١٢٦). وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٦٤)، ومكي بن أبي طالب في "الهداية" (١١/ ٧١٨٩)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٤٢٨). (٢) رواه الطبري في "تفسيره" (٢٢/ ١٢٥). وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٩/ ١٦٤)، والماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٤١٢)، والبغوي في "تفسيره" (٤/ ٣٢٣). (٣) رواه عنه عبد الرزاق في "تفسيره" (٣٠٦٢)، والطبري في "تفسيره" (٢٢/ ١٢٨). (٤) لم أقف عليه عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما.