{وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ}: أي: واستَمِعْ يا محمدُ صَيْحَةَ يومِ القيامة، فإنها قريبةٌ تأتيهم غيرَ مُبْطِئَةٍ.
{مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ}: قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: هي النَّفْخَةُ الأخيرةُ، يقومُ إسرافيلُ على صَخْرَةِ بيتِ المَقْدِسِ -وهي أقرَبُ الأرض إلى السماء باثني عشر مِيلًا، وهو المكانُ القريبُ- يُنادي: أيَّتُها العِظامُ النَّخِرَةُ، واللُّحومُ المُتَمَزِّقَةُ، والأوصالُ البالِيَةُ، والعُروقُ المُنْبَتَّةُ، قوموا إلى مُحاسبةِ ربِّ العزة، فيخرُجون، فينتشِرون على وجه الأرض (١).
وقال عكرمة:{مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ}: كأنه مِن تحت أقدامِهم (٢).
وقال الضَّحَّاك: يُسْمِعُ البعيدَ كما يُسْمِعُ القَريبَ (٣).
وقيل:{مَكَانٍ قَرِيبٍ}: عندكم في الدنيا.
ثم الاستماعُ لا يقَعُ على اليوم، وإنما يقَعُ في اليوم، وأما ما يقع عليه:
فقيل: هو نِداءُ المُنادي، وهو مُضْمَرٌ.
وقيل: هو الصَّيْحَةُ.
وقيل: هو دُعاءُ الكافرين بالوَيلِ والثُّبورِ.
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (٢١/ ٤٧٥) عن كعب. ورواه مختصرا ابن أبي الدنيا في "الأهوال" (٧٦) عن قتادة. (٢) ذكره السمعاني في "تفسيره" (٥/ ٢٤٨)، والزمخشري في "الكشاف" (٤/ ٣٩٣)، من غير نسبة. وذكره الواحدي في "البسيط" (٢٠/ ٤١٩) عن عطاء عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما. (٣) ذكر نحوه الماوردي في "النكت والعيون" (٥/ ٣٥٨) عن ابن جريج.