وعن عبد اللَّه بن الزُّبَير قال: قَدِمَ وَفْدَ تميمٍ سبعون رجلًا أو ثمانون رجلًا، فقال أبو بكر الصِّدِّيقُ رضي اللَّه عنه لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: أَمِّرْ عليهم القَعْقَاعَ بن حكيم، وقال عمر: لا، بل أَمِّرْ عليهم الأَقْرَعَ بن حابِسٍ، فقال أبو بكر: ما أردتَ إلا خِلافي، فقال عمر: ما أردتُ خلافَكَ، فترادَّا وارتفعَتْ أصواتُهما، فنزلت هذه الآيةُ (١).
ورُويَ أنهما كانا لا يُكَلِّمان بعد ذلك رسولَ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلا كأَخِي سِرارٍ (٢).
وقولُه تعالى:{وَاتَّقُوا اللَّهَ}: أي: في التَّقَدُّم بين يَدَيِ اللَّه ورسوله.
{إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ}: لِما تقولونه {عَلِيمٌ}: بما تفعلونه.
{كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ}: أي: لا تستعملوا في خِطاب النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- التَّصريحَ بالاسم كما يُصَرِّحُ بعضُكم لبعض، فيقول: يا محمَّدُ، يا أبا القاسِمِ، بل خاطِبوه بالنُّبُوَّةِ والرِّسالة: يا نبيَّ اللَّهِ، يا رسولَ اللَّهِ، فإِنَّ الأوَّلَ تَرْكٌ للحُرْمَةِ، وتَسْوِيَةٌ بينه وبين الأُمَّةِ.
= ورواه البيهقي في "شعب الإيمان" (١٤٣٠) عن مقاتل بن حيان. (١) رواه البخاري (٤٣٦٧)، والنسائي (٥٩٠٣)، والنحاس في "إعراب القرآن" (٤/ ١٣٨)، والثعلبي في "تفسيره" (٩/ ٧٠)، والبغوي في "تفسيره" (٧/ ٣٣٤). (٢) رواه البخاري (٧٣٠٢)، والإمام أحمد (١٦١٣٣)، والمروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (٧٢٩). قال ابن حجر في "فتح الباري" (١٣/ ٢٧٩)؛ والسِّرار: الكلام السر، ومنه: المساررة، وأما قوله: "كأخي سرار"، فقال ابن الأثير: كصاحب السرار.