وقال عليُّ بن الحسين: هي امرأة من بني أَسْدٍ يقال لها: أم شريك (١).
وقال الشعبي: هي امرأة من الأنصار (٢).
وقيل: هي زينب بنت خزيمة من الأنصار (٣).
وقال أبي بن كعب رضي اللَّه عنه:{خَالِصَةً لَكَ}؛ أي: أحللنا لك هؤلاء الأصنافَ بلا عددٍ تخصيصًا لك، وفي حق الأمة هو مقصور على الأربع (٤).
ومعنى {خَالِصَةً لَكَ} على الجمع؛ أي: خلوصًا لك على المصدر؛ كما في قوله:{لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ}؛ أي: كذب.
{قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ}: أي: ما أوجبنا من المهور على أمتك في زوجاتهم {أَحْلَلْنَا لَكَ} الواهبةَ من غير مهر.
وقيل: أي: قدَّرنا عليهم الأربع، ووسَّعنا عليك في الزيادة على ذلك.
(١) رواه ابن سعد في "الطبقات" (٨/ ١٥٥)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (١٧١٧٣)، والطبري في "تفسيره" (١٩/ ١٣٦). وفي المصادر أنها من الأَزْد، ولا خلاف لأن الأزد تقال بالزاي والسين. انظر: "القاموس" (مادة: أسد). (٢) رواه ابن أبي شيبة في "المصنف" (١٧١٧٤)، والطبري في "تفسيره" (١٩/ ١٣٦). (٣) قوله: "وقيل هي زينب بنت خزيمة من الأنصار" ليس في (أ)، وفي (ف) بدلًا منه: "وهي زينب بنت خزيمة". والمثبت من (ر)، وهذا القول ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٥٤)، والماوردي في "النكت والعيون" (٤/ ٤٥٠)، والقرطبي في "تفسيره" (١٧/ ١٨٢)، عن الشعبي. وقولهم فيه: (من الأنصار) تعقبه ابن كثير في "البداية والنهاية" (٨/ ٢٢٣) بقوله: (وأمَّ حكايةُ الماوَرديِّ عن الشَّعبي أنَّ زينبَ بنتَ خُزيمةَ أمَّ المساكينِ أنصاريةٌ، فليس بجيدٍ؛ فإنها هلاليةٌ بلا خلافٍ). قلت: وقد ذكره البغوي في "تفسيره" (٦/ ٣٦٤) عن الشعبي فقال: (الهلالية) على الصواب. (٤) رواه بنحوه الطبري في "تفسيره" (١٩/ ١٣٤).