وقوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا}: شكرًا له على النعم التي مرت وغيرها، والكثير: الذي لا ينقطع، قال اللَّه تعالى:{وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ} ثم فسَّرها: {لَا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ}[الواقعة: ٣٣].
وقيل: الكثير: ما كان عن إخلاص فيقبَل ويَكثُر ثوابه، فأما ما لا إخلاصَ فيه فقد قال اللَّه تعالى في حقه:{وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا}[النساء: ١٤٢].
وقال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: قال أهل التأويل: {اذْكُرُوا اللَّهَ} في كلِّ حال وفي كل وقت {ذِكْرًا كَثِيرًا} باللسان.
ويحتمل أن يكون تأويله: اذكروا نِعَم اللَّه لتشكروا له، واذكروا أوامره ليُؤتمرَ بها والنواهي ليُنتهَى (١) عنها، ووعيدَه ليُخاف، وعِدَاته ليُرغبَ فيها، واذكروا عظمته وجلاله وكبرياءه ليُهاب (٢).
{وَسَبِّحُوهُ}: أي: ونزِّهوه، وقيل: صلُّوا له بالغداة والعشيِّ.
قال عبد اللَّه: هي الصلوات الخمس (٣).
(١) في (ر): "أوامره لتأتمروا بها ونواهيه لتنتهوا". (٢) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٨/ ٣٩٦). (٣) ذكره الواحدي في "البسيط" (١٨/ ٢٦٣) عن الكلبي.