وقوله تعالى:{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} الآية: قال قتادة: لمَّا ذكر اللَّه تعالى أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- دخل نساءٌ من المسلمات عليهن فقلن: ذُكِرْتُنَّ ولم نُذكر، ولو كان فينا خيرٌ لذُكرنا، فنزلت هذه الآية (١).
وقالت أم سلمة: يا رسول اللَّه! ما للنساء لا يُذكرن مع الرجال؟ فأنزل اللَّه هذه الآية، ذكره مجاهد (٢).
وذكر مقاتل هذا عن أم سلمة ونسيبة (٣) بنت كعب، قال: قالتا: يا رسول اللَّه، ما لنا لا نذكر بخير في القرآن؟ فنزلت (٤).
وقال عكرمة: أتت أم عمارة النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: ليس فينا معشر النساء خير؟ قال:"ولم؟ "، قالت: لأن اللَّه تعالى لا يذكرنا بخير في القرآن، فنزلت (٥).
وقال مقاتل بن حيان: رجعت أسماء بنت عميس من الحبشة مع زوجها جعفرِ بن أبي طالب، فدخلت على نساء رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قالت: هل نزل فينا شيء من القرآن؟ قلن: لا، فأتت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: يا رسول اللَّه، إن النساء لفي خيبةٍ وخَسار، قال:
(١) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" (٢٣٤٣) والطبري في "تفسيره" (١٩/ ١٠٩ - ١١٠). (٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٩/ ١١٠) عن مجاهد قال: قالت أم سلمة. . . فذكره. وهذا مرسل، لكن الحديث روي من طرق أخرى بأسانيد متصلة صحيحة، رواه الإمام أحمد في "المسند" (٢٦٥٧٥) و (٢٦٦٠٣)، والنسائي في "الكبرى" (١١٣٤٠) و (١١٣٤١). (٣) في (أ): "وآيسة"، وفي (ر) و (ف): "وأنيسة". والمثبت من "تفسير مقاتل"، وانظر: "الإصابة" (٨/ ٢٦٥). ونسيبة بنت كعب تكنى بأم عمارة، وسيأتي ذكرها بكنيتها في الخبر الآتي. (٤) انظر: "تفسير مقاتل" (٣/ ٤٨٩). (٥) رواه الترمذي (٣٢١١) وحسنه.