وقال ابن عباس وعكرمة: هم أزواج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- على الخصوص (١)؛ لأن ما قبلها وما بعدها فيهن.
وقال الحسين بن الفضل: وهو الصحيح.
وبه قال الإمام أبو منصور رحمه اللَّه: أن هذه الآية في أهل بيت النبيِّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من الأزواج وغيرهنَّ، ففي حديث أم سلمة أنها قالت: يا رسول اللَّه، وأنا من أهل البيت؟ قال:"نعم"(٢) والخطاب بالكاف والميم هاهنا لشموله على الذكران والإناث (٣).
(١) رواه الطبري في "تفسيره" (١٩/ ١٠٧ - ١٠٨) عن عكرمة، ورواه ابن أبي حاتم كما في "الدر المنثور" (٦/ ٦٠٢ - ٦٠٣)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٦٩/ ١٥٠)، من طريق عكرمة عن ابن عباس، قالا: (نزلت في نساء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- خاصة). ورواه ابن مردويه كما في "الدر المنثور" (٦/ ٦٠٣) من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس دون لفظ: (خاصة). (٢) رواه البغوي في "شرح السنة" (٣٩١٢) بلفظ: (قال: بلى إن شاء اللَّه). قال البغوي: هذا حديث صحيح الإسناد. ورواه الإمام أحمد في "المسند" (٢٦٥٥٠) وفيه أنه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "بلى" وأنه أدخلها الكساء بعدما قضى دعاءه لهم، وفيه شهر بن حوشب وهو ضعيف. وقد جاء في روايات أخرى كثيرة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لها: "إنك على خير"، ولم يقل: بلى. وللآلوسي رحمه اللَّه في "روح المعاني" (٢١/ ٢٩٨ - ٣١٢) بحث طويل ومناقشات مفيدة وجمع للروايات وجمع بينها، وقد وفقنا اللَّه في تحقيقه لتخريجها وتفصيلها تراجع فيه ثمة. (٣) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٨/ ٣٨٢ - ٣٨٣).