وقوله تعالى:{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ}: أي: فإذا كانوا مُقرِّين بأن فاعل ذلك هو اللَّه، وهو القادر عليه وعلى كل شيء، أفلا يقدر على إغناء المؤمنين؟ قل: الحمد للَّه على ما أوضح لنا من الحجة، وبصَّرنا من العَمَاية (٢)، وأنقذَنا من الجهالة.
وقوله تعالى:{بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}: أي: لا يتدبَّرون بما فيهم من العقول فيما يُريهم من الآيات ويُقيم من الدلالات، فصاروا بذلك كمَن لا يعقل ما يقال له ولا ما يقول.
(١) رواه الترمذي الحكيم في "نوادر الأصول" (٢/ ٢٣٢)، والثعلبي في "تفسيره" (٨/ ٣١٨)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (٧/ ٩٥)، من حديث أنس رضي اللَّه عنه. (٢) في (ف): "وبصرنا من الحماقة"، وفي (ر): "ونصرنا بالحماية".