ثم وصفهم فقال:{الَّذِينَ صَبَرُوا}: أي: ثبتوا على الإيمان مع الفتنة، وتحمَّلوا أذى الكفار ومفارقة الديار.
وقوله تعالى:{وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}: أي: يعتمدون في أرزاقهم وجهادِ أعدائهم وكفايةِ أمورهم على ربهم.
وقوله تعالى:{وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ}: أي: وكم من ذاتِ حياةٍ تدبُّ على وجه الأرض ليس معها رزقُها مدَّخرًا يرزقها اللَّه تعالى كما يرزقكم.
وقوله تعالى:{وَهُوَ السَّمِيعُ}: الذي لا تخفى عليه الأصواتُ {الْعَلِيمُ} الذي أحاط علمُه بالخَفِيَّات.
نزلت في الذين أُمروا بالهجرة من المستضعَفين، فقالوا: كيف نهاجر إلى المدينة
(١) في (أ): "وهي". (٢) انظر: "السبعة" (ص: ٥٠٢)، و"التيسير" (ص: ١٧٤)، عن حمزة والكسائي، و"النشر" (٢/ ٣٤٤) عن خلف.