وقال مقاتل: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لعمه أبي طالب:"اتَّخِذْ دعوةً وادْعُ أُناسًا" سماهم، ثم دخل عليهم فدعاهم إلى دينه (١).
وقال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: لما نزلت هذه الآية صعد رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أبا قُبيسٍ فدعا أحياء العرب فقال:"يا آلَ غالبٍ ويا آلَ مرةَ ويا آل تميمٍ" حتى اجتمعوا فقال: "ما تقولون فيَّ؟ " قالوا: أمين صدوق، قال:"لو أخبرتُكم أن بسفحِ هذا الجبل خيلًا أكنتُم مُصَدِّقيَّ؟ " قالوا: نعم، قال:"فإني رسول اللَّه إليكم أدعوكم (٢) من عبادة الأوثان إلى عبادته"، فقام أبو لهب فقال: ألهذا دعوتنا؟ تبًّا لك! فأنزل اللَّه تعالى:{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}(٣).
وقوله تعالى:{وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}: قال ابن عباس: أَلِنْ جانبَك لهم، وأراد به التواضُع والعطف (٤).
وقال محمد بن علي: أي: حسِّن خلقَك.
(١) روى نحوه مطولًا الطبري في "تفسيره" (١٧/ ٦٦١ - ٦٦٣) من حديث علي رضي اللَّه عنه، وفيه أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أمر عليًّا رضي اللَّه عنه أن يتخذ طعامًا ويدعو إليه أشراف قريش من المشركين، ففعل ذلك علي، ودخل عليهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- وقرأ عليهم القرآن ودعاهم إلى التوحيد. . . الحديث. وله روايات بنحو هذا ذكرها ابن كثير عند تفسير هذه الآية. (٢) في (ر) و (ف): "أمنعكم". (٣) رواه بنحوه البخاري (٤٧٧٠) و (٤٨٠١)، ومسلم (٢٠٨). (٤) ذكره الواحدي في "البسيط" (١٢/ ٦٥٨) بلفظ: (ألِن لهم الموعظة وارفق بهم ولا تغلظ عليهم).