في غير هذا الموضع (١): الإصغاء للسماع، ولا يجوز حملُه هاهنا على ذلك فحُمل على السماع، والافتعالُ بمعنى الفعلِ كثيرٌ؛ يقال: كتب واكتَتب، وسلب واستَلب، وخطف واختَطف، ونهب وانتَهب.
وقوله تعالى:{فَأْتِيَا فِرْعَوْنَ فَقُولَا إِنَّا رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ}: إنما وحَّد لأنه في معنى الرسالة، وهي مصدرٌ فلا تثنَّى، قال الشاعر:
لقد كذَب الواشون ما بُحتُ عندهمُ... بسرٍّ ولا أرسلتُهم برسولِ (٢)
أي: برسالة.
وقوله تعالى:{أَنْ أَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ}: أي: بأنْ أطلق بني إسرائيل عن الاستعباد، وخلِّهم يذهبوا حيث شاؤوا، وهو كإرسال الصيد وأهلِ القيد (٣).