{قَالَ خُذْهَا وَلَا تَخَفْ}: قيل (١): أُمر أن يُدخل يده في فيها فيقبضَ عليها، ففعل، فصارت يده في الشعبتين اللتين كانتا في العصا.
وقوله تعالى:{سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الْأُولَى}: أي: سنردُّها إلى كونها عصًا -والسيرة: الطريقة- فتنتفعُ بها بالاتكاء عليها والهشِّ بها.
فإن قيل: سماها جانًّا في قوله: {كَأَنَّهَا جَانٌّ}[النمل: ١٠]، والجان أصغر ما يكون من الحيات، وقال في آية أخرى:{فَإِذَا هِيَ ثُعْبَانٌ مُبِينٌ}[الأعراف: ١٠٧] وهي أكبر الحيات، وقال في هذه الآية:{فَإِذَا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعَى}.
قلنا: قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: صارت أولًا جانًّا، ثم لا تزال تنمو حتى صارت ثعبانًا (٢)، والحية اسم يقع على الكبير والصغير.
وقال القشيري رحمه اللَّه: إن موسى استولت عليه الهيبةُ، فسكَّنها بقوله:{وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَامُوسَى} فلو تُرك ما كان عليه (٣) لعله كان لا يبقى بل يتلاشى.
(١) "قيل" زيادة من (أ). (٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٦/ ٢٤٢). (٣) في (ف): "ترك بما كان".