وإن حمل على المقاربة ضعف المدح، وعلى هذا قوله:{لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا}؛ أي: لم يرها (٣).
وقيل:{أَكَادُ}؛ أي: أريد، وهو تحقيق أيضًا لا مقاربة، قال الشاعر:
كادتْ وكِدْتُ وتلك خيرُ إرادةٍ... لو عاد من لهوِ الصَّبابة ما مضَى (٤)
ففسره بالإرادة، ودل على أنه هو المراد.
وقيل:{أُخْفِيهَا} من الأضداد للكتمان والإظهار؛ كالإسرار في قوله:{وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ}[يونس: ٥٤]، فسَّروه بالمعنيين جميعًا.
وقد قرئ هاهنا:(أَخفيها) بنصب الهمزة (٥)، ومعناه: أُظهرها، يقال: خَفَى يَخْفِي خَفْيًا -من حدِّ ضرب-؛ أي: أظهر، قال امرؤ القيس:
فإنْ تَدفِنوا الدَّاء لا نَخْفهِ... وإنْ تَبعثوا الحربَ لا نقعدُ (٦)
(١) في (ر): "فابتديه"، والرواية في المصادر: (وإن أتاكَ نعيٌّ فاندبنَّ). (٢) البيت في "تفسير الطبري" (١٦/ ٤٠)، و"الأضداد" لابن الأنباري (ص: ٩٧)، و"الزاهر" له (٢/ ٨٥). والمعنى كما ذكر الطبري: قد اضطلع الأعداء، وإلا لم يكن مدحًا إذا أراد كاد ولم يُردْ يفعل. (٣) "أي: لم يرها"، ليس من (أ). (٤) البيت دون نسبة في "معاني القرآن" للأخفش (٢/ ٤٠٣)، و"تفسير الطبري" (١٦/ ٣٩)، و"الأضداد" لابن الأنباري (ص: ٩٧)، و"الصحاح" (مادة: كيد). (٥) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٩٠) عن سعيد بن جبير وأبي الدرداء. (٦) "ديوان امرئ القيس" (ص: ٨٧).