وقوله تعالى:{وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا}: أي: أبرزنا جهنم لهم يرونها قبل أن يدخلوها بما فيها، كما قال تعالى:{وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى}.
وقوله تعالى:{الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي}: صفةٌ لقوله: {لِلْكَافِرِينَ}، مجازٌ عن احتجابهم عن النظر في العواقب والتفكُّر فيما ذكَّرهم اللَّه تعالى به.
وقال مجاهد:{فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي}؛ أي: في غفلةٍ، كما قال:{لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ}[ق: ٢٢].
وقوله تعالى:{أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ}: أي: أفظنَّ هؤلاء الذين كفروا وأشركوا واتَّخذوا (٢) الأنبياء والملائكة آلهةً أنهم إنْ تولَّوهم يصيرون لهم بذلك أولياءَ ينصرونهم ويشفعون لهم ويقرِّبونهم إلى اللَّه زُلفى. وهذا استفهام بمعنى التوبيخ والإنكار؛ أي: ليس كذلك.
و {عِبَادِي} إضافة التخصيص، فدلَّ على ما قلنا، وكذا قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما، قال: هم عيسى والملائكة (٣).
(١) في (أ): "استماع". (٢) في (ر): "هؤلاء الكفار والمشركين الذين اتخذوا". (٣) روي هذا عن غير ابن عباس، كما روي عن ابن عباس خلافه، فقد روى الطبري في "تفسيره" =