فهَّم ذا القرنين وفهَّمَهم قولَه بعد وَصْفهم بأنهم لا يَفْقَهون ولا يُفْقِهون، وهو من الأسباب التي آتاه اللَّه تعالى كما علَّم سليمانَ مَنطِق الطير، أو تَرْجَم عنه آخَرُ (٢).
قال وهب: لما كان عند منقطَعِ أرض التُّرك قالت له أمةٌ من الإنس صالحةٌ: إن بين هذين الجبلين خلقًا كثيرًا فيهم مشابهُ الانس، وهم أشباهُ البهائم، يأكلون العشب ويفترسون الدواب والوحوش، ويأكلون الحياتِ والعقارب وكلَّ ذي روح، وليس للَّه خلقٌ يَنْمِي نماءَهم، ويوشِك أن يملؤوا الأرض ويُخْلون منها أهلها، وليست تمر بنا (٣) سنةٌ منذ جاورونا ورأيناهم إلا ونحن على خوفٍ أن يَطْلع علينا أوائلهم (٤).
(١) انظر: "السبعة" (ص: ٣٩٩)، و"التيسير" (ص: ١٤٥). (٢) في (أ): "أحد"، وفي (ر): "بنطق آخر". (٣) في (ر): "علينا". (٤) قطعة من خبر طويل عن وهب رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٣٩٠ - ٣٩٨)، وأبو الشيخ في "العظمة" (٤/ ١٤٥٥ - ١٤٦٠)، وهو من الإسرائيليات. (٥) انظر: "السبعة" (ص: ٤٠٠)، و"التيسير" (ص: ١٤٦). (٦) رواه الطبري في "تفسيره" (١٥/ ٤٠٢) عن قتادة، وعن عطاء الخراساني عن ابن عباس. (٧) ذكره ابن زنجلة في "حجة القراءات" (ص: ٤٠٢).