وقيل: تحصيلُ هذا الكلام: أنَّ اللَّهَ مالكُ مكرِ العبادِ، لا يضرُّ الماكرون أحدًا إلَّا بإذنِ اللَّهِ، وقد ضَمِنَ اللَّهُ تعالى نصرةَ أوليائِهِ، فلا يعودُ ضررُ مكرِ المشركين إلَّا عليهم.
وقوله تعالى:{يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ}: أي: مِن خيرٍ أو شرٍّ، فهو مجازِيْها بهِ.
وقوله تعالى:{وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ}: أي: عن قريبٍ يعلمون، وقرأ أبو عَمرو:{وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ}(٢)، وهو معرفة، فكان للجنس، فتضَمَّنَ معنى الجمعِ.
وقوله تعالى:{وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا}: قال ابن عبَّاس رضي اللَّه
(١) في (ر) و (ف): "يحيطون". (٢) وهي قراءة ابن كثير ونافع أيضًا. انظر: "السبعة في القراءات" لابن مجاهد (ص: ٣٥٩)، و"التيسير" للداني (ص: ١٣٤). (٣) في (أ): "وأن بهم شيئًا من أحوالهم"، وفي (ر) و (ف): "وأن لهم شيئًا من أقوالهم"، وانظر: "لطائف الإشارات" للقشيري (٢/ ٢٣٧)، وفيه: "وحسبانهم أنهم ستأمن أحوالهم".