وقوله تعالى:{أَدْعُو إِلَى اللَّهِ}: هو بيانُ السَّبيلِ؛ أي: أدعو إلى اللَّه وحده، دونَ الشُّركاء والأنداد الَّتي يجعلها المشركون.
وقوله تعالى:{عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}: أي: على بيانٍ وحجَّةٍ، أنا وكلُّ مَن آمنَ بي، لا على تقليدٍ وإلْفِ عادةٍ.
{وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}: واعتَرض في خلال هذا: {وَسُبْحَانَ اللَّهِ} على معنى: أدعو إلى اللَّهِ وحدَه، وسبحانَه؛ أي: تنزيهًا له عن أن يكونَ معَه إلهٌ غيرُه، نصبٌ على المصدر.
وقال ابن عبَّاس رضي اللَّه عنهما:{هَذِهِ سَبِيلِي}؛ أي: دعوتي (١).
وقوله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى}: أعلمَ اللَّهُ نبيَّه محاجَّة المشركين فيما قالوا: {لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ}[الأنعام: ٨] ونحو ذلك، فقال: وما بعثْنَا بالنُّبوَّة مِن قبلِكَ إلَّا رجالًا لا ملائكةً، وكانوا مِن أهل القرى لا مِن سكَّان
(١) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" (٧/ ٢٢٠٩). (٢) ذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٢٦٣). (٣) انظر: "تفسير مقاتل" (٢/ ٢٥٣)، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٥/ ٢٦٣).