وقوله تعالى:{وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}: أي: هو العالمُ بعواقب الأمور وبغيب السَّماوات والأرض، وهو ما غاب عن حسِّ العباد، فليس يخفى عليه شيءٌ من أفعال المشركين وأقوالهم، فيحاسبُهم بها ويجازيهم عليها.
وقوله تعالى:{وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ}: أي: الأمور كلُّها، فهو جنسٌ؛ أي: لا يَنفُذُ فيها إلَّا حكمُه، وهو المستحقُّ لذلك الإفرادِ بالعبادة.
{فَاعْبُدْهُ} يا محمَّد بإخلاص {وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} غيرَ خائفٍ سواه، ولا راجٍ غيرَه.
وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: عمَّى على العباد العواقب، وأخفى عليهم السَّوابق (٣)، وألزمَهم القيامَ بما كلَّفهم في الحال، فقال:{فَاعْبُدْهُ} فإنْ تقسَّمَ القلبُ
(١) في (أ) و (ف): "يعدنا اللَّه". (٢) رواه الطبري في "تفسيره" (١٢/ ٦٤٨). (٣) في (أ): "عليهم السوائق"، وفي (ف): "رؤياهم السوابق". ولفظ "اللطائف": (دونهم السوابق).