وقيل: أي: المحكم عن التَّناقض والتَّغيير والتَّبديل.
وقيل: أي: الحاكم، كالعليم بمعنى العالم؛ أي: فيه بيان الأحكام.
وهذا كلُّه صفةُ القرآن.
وقيل: هو صفةُ اللَّوح المحفوظِ، كما قال تعالى:{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ}[الزخرف: ٤]. وعلى هذا تكون {تِلْكَ} إشارةً إلى الغائب على ظاهر وصفِه؛ أي: هذه السُّورة تلكَ آياتُ الكتابِ المكتوبةُ في اللَّوح المحفوظ، وكَّلْنَا بحفظِها الثِّقات، ثمَّ أوحيناها إليك في أوقاتٍ.
وقيل: أي: هذه تلك الآيات الموعودة لك يوم الميثاق.
وقال الإمام القشيريُّ رحمه اللَّه: ذلك الكتاب الذي وعدْتُكم به، وقد حقَّقنا لكم الميعاد، وأوصلنا لكم أسباب الوداد، وانقضى عنكم زمان البِعاد، فاستقيموا على نهج الأحباب، وتمسكوا بوثائق الأسباب (٣).