وقال عبد اللَّه بن عامر: أتانا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- في بيتنا وأنا صبيٌّ، فخرجت ألعبُ، فقالت أمي: تعال أعطِكَ، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما أردتِ أن تعطيهِ؟ " قالت: تمرًا، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أمَا إنك لو لم تُعطِه كانت كذبة"(١).
وقال قتادة:{وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} الصدقُ في النية، والصدقُ في العمل، والصدقُ في الليل والنهار، والصدق في السرِّ والعلانية (٢).
وقال أهل المعرفة: هو الصدقُ في الأحوال.
وفي الزَّبور: كَذَب مَن ادَّعَى محبَّتي فإذا جنَّه الليل نام عنِّي.
ثم حثَّ جلَّ جلالُه ساكني المدينةِ من غير المهاجرين والأنصارِ ومَن حولهم من الأعراب -مُزينةَ وأشجعَ وأسلمَ وجهينةَ وغِفار- على ما حثَّ عليه الأنصار، فقال: ما ينبغي لهؤلاء أن يتخلَّفوا عن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إذا استَنفرهم واستَنهضهم إلى
(١) في (أ): "كنت كذابة"، وفي (ف): "فأنت كذابة". والحديث رواه أبو داود (٤٩٩١). وفي الباب عن أبي هريرة، رواه الإمام أحمد في "المسند" (٩٨٣٦)، ولفظه: "من قال لصبي: تعال هاكَ، ثم لم يُعطِه، فهي كذبةٌ". (٢) رواه ابن أبي حاتم (٦/ ١٩٠٧).