وقوله تعالى:{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ}: قال ابن عباس رضي اللَّه عنهما: عنَى بالذكر القراءةَ في الصلاة، {تَضَرُّعًا}: جهرًا باللسان {وَخِيفَةً}(١): سرًّا في القلب {وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ}؛ أي: لا جهرًا مفرطًا (٢).
وقوله تعالى:{بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ}: أي: العشيات، وهي جمع أصيل، وهي ما بين العصر والمغرب؛ كاليمين والأيمان.
وقيل: التضرُّعُ: الاستكانة، والخيفة: الخوف، والذكر: هو ذكر اللسان، والغدوُّ والآصال في حق الصلاة تخصيصٌ لهذين الوقتين بالذكر، كما في قوله تعالى:{طَرَفَيِ النَّهَارِ}[هود: ١١٤]، وسائرُها ثبتت (٣) بغيرها من الآيات.
وقيل: الغدوُّ والآصال عبارةٌ عن الليل والنهار، وأراد به الذكرَ على الدوام.
وقوله تعالى:{وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ} خاطبه وأراد به أمته؛ أي: لا تقتدوا بالغافلين، لكنْ بالملائكة الذين لا يغفلون، وذلك قوله تعالى:
(١) في (أ): "خفية". (٢) انظر: "تفسير الثعلبي" (٤/ ٣٢٢). وروى عنه الطبري في "تفسيره" (١٠/ ٦٦٤) أنه كان يقول في هذه: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً}: هذا في المكتوبة، وأما ما كان من قصص أو قراءة بعد ذلك فإنما هي نافلة. (٣) في (ف): "يثبت".