هلا تلقَّيتها فأتيتَنا بها من قبلِ أن نسألَكها {قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي}(١).
وقيل: إذا لم تأتهم بآية اقترحوها قالوا: إنما أنت تتقوَّله فهلا اختَرْتَ شيئًا تقرأه علينا من عند نفسك، وما اعتذارُك بإبطاء الوحي عنك وليس ما تأتي به وحيًا؟! {قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي} ولا أَختلِقُه من عند نفسي.
وقال مجاهد:{لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا}؛ أي: هلا ابتدَعْتَها (٢).
وقال الفرَّاء: تقول العرب: اجتَبيتُ الكلام واختلقْتُه وارتجلْتُه؛ أي: افتعلْتُه (٣).
وقوله تعالى:{هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}: أي: لهذا القرآن حججٌ ظاهرةٌ يبصَرُ بها الحقُّ، وهادي إلى الطريق المستقيم، ويرحمُ اللَّه مَن عمل به فيدخلُهم الجنة، وهذا نفعٌ يختصُّ به المؤمنون.