وقرأ سعيد بن جبير:(طَيِّفٌ) بتشديد (٢) الياء (٣)، وهما واحد عند بعضهم كالميْت والمائت والميِّت.
وقيل: الطيْف مصدرٌ، والطائف نعتٌ.
وقال الزجَّاج: طاف الخيال يَطيف بالياء، وطاف عليهم يطوف -أي: دار- بالواو (٤).
ومَن جعل هذا من الطَّوف الواوي قال:(طَيْفٌ) أصله: (طيِّفٌ) بالتشديد ثم خفِّف، وهو كالهَيْن والهَيِّن.
والطَّيْف والطائف: ما ألمَّ بالإنسان من عوارضِ (٥) الشيطان.
يقول: إن المؤمنين المتقين اللَّهَ إذا نالهم طيفٌ من الشيطان؛ أي: وسوسةٌ بإغراء وتنفيذِ غضبٍ {تَذَكَّرُوا}؛ أي: مواعظَ اللَّه {فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ}: قيل: أبصروا قبحَ ذلك، وقيل: أي: أبصروا الرُّشدَ فسلكوا طريقَه فسلِموا من نَزْغه، وإن ارتكبوا مأثمًا ثم تذكَّروا وتابوا فغفر لهم؛ أي: يا محمد فكذلك فكنْ.
وقال الإمام القشيري رحمه اللَّه: وفيه دليلٌ أنَّ المتقين قد ينالهم ذلك، وهو في
(١) انظر: "السبعة" (ص: ٣٠١)، و"التيسير" (ص: ١١٥). (٢) في (أ) و (ف): "بتثقيل". (٣) انظر: "المختصر في شواذ القراءات" (ص: ٥٣)، و"البحر" (١٠/ ٤٦٣). وزاد ابن خالويه نسبتها لابن عباس. (٤) انظر: "معاني القرآن" للزجاج (٢/ ٣٩٦). (٥) بعدها في (ر): "من".