وقوله تعالى:{رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا} فيه إضمارُ القول (٣)، تقديره: يقولون: يا (٤) ربنا ما خلقتَ هذا، أشار إلى قوله:{خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، ولو أشار إلى السماوات والأرض لقال: هذه.
وقوله تعالى:{بَاطِلًا} يجوز أن يكون مفعولًا ثانيًا لقوله: {خَلَقْتَ} كما في قوله تعالى: {أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا}[الإسراء: ٦١].
ويجوز أن يكون منصوبًا بنزع الخافض، وتقديره: لباطل، أو: على باطل، وهو كقوله: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ (٣٨) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ}، وقولهِ تعالى:{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا}[المؤمنون: ١١٥]، ومعناه: ما خلقتَه باطلًا (٥) عبثًا، بل دليلًا عليك وعلى وحدانيتك وكمالِ قدرتك ولمصالح عبادك.
وقوله تعالى:{سُبْحَانَكَ}: أي: تنزهت عن أن تخلق شيئًا عبثًا، وقيل: تقدَّستَ عن كل عيب.
وقوله تعالى:{فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} مر تفسيره.
(١) انظر: "تأويلات أهل السنة" (٢/ ٥٦١). (٢) في (ف): "استدلالًا". (٣) في (ر): "للقول". وفي هامش (أ): "قوله: {بَاطِلًا} مفعول له، وقيل: حال من {هَذَا} المعنى: ما خلقت شيئًا إلا بحكمة". (٤) "يا" من (أ). وجاء في (أ) و (ف): "ويقولون" بالواو في أوله. (٥) "باطلًا" ليس من (ف).