وقوله تعالى:{فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ}: أي: تركوه وتغافَلوا عنه، فكأنهم ألقَوه وراء ظهورهم لا يرونه ولا يذكرونه.
وقوله تعالى:{وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا}: أي: واستبدلوا به ما ينالونه من سَفِلتهم (١) كرهوا أن يؤمنو ا فيقطع (٢) ذلك عنهم فكتموا ما علموا (٣) من ذلك وأمروهم أن يكذبوه (٤).
وقوله تعالى:{فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} أي ساء ما يستبدلون (٥) وقد كشفنا حقيقته في سورة البقرة.
قوله تعالى:{لَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوْا}: أي: لا تظنَّنَّ (٦) يا محمدُ اليهودَ الذين يُسَرُّون بما فعلوا من كتمانِ صفة محمد والتكذيبِ به، وظنُّوا أن ذلك مقبول منهم، وأن اللَّه تعالى لا يخبرك بفعلهم {وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا}؛ أي: يُحمدوا على الكتمان حمدَ مَن أَخبر بحقٍّ، وأن يُمدحوا بما ليس فيهم، فيقالَ: إنهم أهل علم ونُسك، وهو قول ابن عباس رضي اللَّه عنهما والضحاك (٧).
(١) في (ف): "تناولوه من سلفهم" بدل: "ينالوه من سفلتهم". (٢) في (ف) و (أ): "فينقطع". (٣) في (ف): "عملوا". (٤) في (أ): "يكذبوا به". (٥) في (ف): "يشترون". (٦) في (ف): "ألا تظن"، وفي (ر): "ولا تظن". (٧) روى معناه عن ابن عباس البخاري (٤٥٦٨)، والطبري في "تفسيره" (٦/ ٣٠١ و ٣٠٣).