في دياركم وقراركم فلم يُفلتْ منكم إلا شريدٌ (١) وتريدون أن تخرجوا؟ فقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لأَخرجنَّ ولو لم يخرج منكم (٢) معي أحدٌ" فخرج رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ومعه سبعون رجلًا حتى وافَوا بدرًا الصغرى، فلم يخرج أبو سفيان ولم يكن قتال، ثم انصرفوا (٣).
فقوله تعالى:{قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} على هذه الرواية اسمٌ للواحد وهو نعيمٌ، وهو (٤) جمعٌ أريد به الواحد، وطريقه (٥) طريقُ مَن انتظر قومًا فجاء واحد، فقال: جاء الناس، إما تفخيمًا للشأن، وإما ذكرًا لابتداء الإتيان، أو لأن الواحد يكون له أتباعٌ فقولُه قولُهم.
وقيل: هو على حقيقةِ الجمع، وهم (٦) ركبٌ من خُزاعة فيهم معبدُ بنُ أبي معبدٍ الخزاعي (٧).
(١) في (ف): "شرذمة". (٢) "منكم" ليس من (ف). (٣) انظر: "تفسير السمرقندي" (١/ ٢٩٠)، و"تفسير ابن أبي زمنين" (١/ ٣٣٥)، كلاهما عن الكلبي، وذكره الثعلبي في "تفسيره" (٣/ ٢٠٩)، والبغوي في "تفسيره" (٢/ ١٣٧)، عن مجاهد وعكرمة، وذكر الخبر بنحوه مقاتل في "تفسيره" (١/ ٣١٥ - ٣١٦). وذكرُ نعيم بن مسعود في هذه القصة لم يثبت، وإنما انحصرت تسميته نعيمًا في مقاتل والكلبي وهما متروكان، وما ذكره الثعلبي والبغوي عن مجاهد وعكرمة لم يذكرا له سندًا، وقد رواه عنهما الطبري في "تفسيره" (٦/ ٢٥٠ - ٢٥١) مختصرًا دون ذكر نعيم، فلعل الثعلبي أدخل في خبرهما ما ليس منه، واللَّه أعلم. وقال ابن حجر: وقد وقع لي أصل القصة بإسناد قوي، والمبلِّغ فيها أيضًا مبهم. انظر: "موسوعة الحافظ ابن حجر الحديثية" (٤/ ٢١٤)، و"حاشية الشهاب على البيضاوي" (٣/ ٨٢)، و"روح المعانى" (٥/ ١٣٨). (٤) في (ف): "وهذا". (٥) في (أ): "فطريقه". (٦) في (ف) و (أ): "وهو". (٧) كذا قال، وما ذكره مخالف لما في المصادر، انظر التعليق بعد الآتي.