ثم قوله:{وَأُولُو الْعِلْمِ} هو اسمُ جميع المؤمنين؛ لعلمهم باللَّه، والجاهلُ اسمٌ للكافر (٣)؛ لجهله باللَّه، قال اللَّه تعالى:{قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ}[الزمر: ٦٤].
وقوله تعالى:{قَائِمًا بِالْقِسْطِ} قال الفرَّاء: هو نصبٌ على القَطْع؛ لأنَّه نكرةٌ نُعتَ بها معرفةٌ (٤)، وتقديره: شهد اللَّهُ القائمُ بالقِسْط، وهو في معنى قوله:{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ}[الرعد: ٣٣]، وفي معنى قوله:{الْقَيُّومُ}[آل عمران: ٢] وهو (٥) الذي خلق الخلق، وهو يربِّيهم ويُصلِح شأنهم (٦).
والقسطُ: العدل؛ أي: هو القاضي بينهم بالعدل.
وقوله تعالى:{لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ} قال جعفر بنُ محمَّد الصادقُ: أَعاد هذه الكلمات بعد ذكرها في أوَّل الآية؛ لأنَّ الأُولى إخبارٌ مِن اللَّه تعالى به، والثانية أمرٌ للعباد أنْ يقولوا ذلك (٧).
وقوله تعالى:{الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} قيل: {الْعَزِيزُ} هو (٨) الغالبُ الذي لا يُغلَب،
(١) في (ر) و (ف): "تام لفظه والشهادة". (٢) في (أ): "الآية" بدل: "والملائكة يشهدون". (٣) في (ف): "الكافر". (٤) انظر: "معاني القرآن" للفراء (١/ ٢٠٠). ومعنى النصب على القطع؛ قال السمين في "الدر المصون" (٣/ ٧٧): أي: إنه كان مِنْ حَقِّه أَنْ يَرْتفع نعتًا للَّه تعالى بعد تعريفِه بأل، والأصل: شَهِدَ اللَّهُ القائمُ بالقسط، فلما نُكِّر امتنع إتباعُه فَقُطِعَ إلى النصب. وهذا مذهبُ الكوفيين، ونَقَلَهُ بعضُهم عن الفراء وحدَه. (٥) في (ر) و (ف): "هو". (٦) في (أ): "شؤونهم". (٧) انظر: "تفسير الثعلبي" (٣/ ٣٤) بنحوه. (٨) "هو": ليست في (ر) و (ف)، وقوله: "قيل: العزيز" ليس في (ف).