ونهايتُها: الرُّجوعُ إليه في المعاد، وسلوكُ صراطه الذي نصبَه موصلًا إلى جنَّته. فمن رجَع إلى الله في هذه الدَّار بالتَّوبة رجَع إليه في المعاد بالثَّواب.
وهذا أحد التّأويلات في قوله تعالى:{وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا}[الفرقان: ٧١]. قال البغويُّ (١) وغيره: {يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا}: يعود إليه بعد الموت متابًا حسنًا يفضُل على غيره. فالتَّوبةُ (٢) الأولى ــ وهي قوله: ومن تاب ــ رجوعٌ عن الشِّرك، والثّانية: رجوعٌ إلى الله تعالى للجزاء والمكافأة.
والتّأويل الثّاني: أنَّ الجزاء متضمِّنٌ (٣) معنى الأمر، والمعنى: ومن عزم على التَّوبة وأرادها، فليجعل توبته إلى الله، ولوجهه خالصًا، لا لغيره.
التّأويل الثّالث: أنَّ المرادَ لازمُ هذا المعنى، وهو إشعارُه وإعلامُه بمن تاب إليه ورجع إليه. والمعنى: فَلْيعلَمْ توبتَه إلى من؟ ورجوعَه إلى من؟ فإنَّها إلى الله، لا إلى غيره.
(١) في "التفسير" (٦/ ٩٧ - ٩٨)، وقد ذكر التأويلات الثلاثة الأولى. (٢) ق: "بالتوبة"، والمثبت من غيرها موافق لما في "تفسير البغوي". (٣) ش: "يتضمن".