قال شيخ الإسلام (٢): (باب الغُرْبة، قال الله تعالى:{فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ} الآية (٣)[هود: ١١٦]).
استشهاده بهذه الآية في هذا الباب يدلُّ على رسوخِه في العلم والمعرفة وفهم القرآن، فإنّ الغُرَباء في العالَم هم أهل هذه الصِّفة المذكورة في الآية، وهم الذين أشار إليهم النّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - في قوله: «بدأ الإسلام غريبًا، وسيعود غريبًا (٤)، فطوبى للغرباء»، قيل: ومَن الغُرباء يا رسول الله؟ قال:«الذين يصلحون إذا فسدَ النّاس»(٥).
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن زُهير عن عَمرو بن أبي عَمرٍو مولى المطّلب بن حنطبٍ، عن المطّلب بن حنطبٍ، عن النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال:«طوبى للغُرَباء»، قالوا: يا رسول الله، مَن الغرباء؟ قال:«الذين يزيدون إذا نقَصَ النّاسُ»(٦).
(١) في هامش ش، د: «باب الغربة». (٢) «المنازل» (ص ٨٧). (٣) بقية الآية في ر، و «المنازل». (٤) في ر، ط زيادة: «كما بدأ». (٥) أخرجه مسلم (١٤٥) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - دون قوله: «قيل: ومن الغرباء ... »، وهذه الزيادة أخرجها أحمد (١٦٦٩٠) من حديث عبد الرحمن بن سَنَّة وإسناده واهٍ، وجاءت أيضًا من حديث سهل بن سعد عند الطبراني في «الأوسط» (٣٠٥٦) و «الصغير» (٢٩٠). (٦) لم أجده في «المسند» المطبوع ولا «فضائل الصحابة». وأخرجه عليُّ بن حُجْر السعدي في حديثه (٣٦٧) من طريق عمرو بن المطلب عن المطلب به.