اليقين هو الطُّمأنينة إلى مَن الأسبابُ كلُّها بيديه (٣)، فمتى داخل يقينَه ركونٌ إلى سببٍ وتعلُّقٌ به وطمأنينةٌ (٤) إليه قدح ذلك في يقينه. وليس المراد قطعَ الأسباب عن أن تكون أسبابًا والإعراضَ عنها، فإنَّ هذا زندقة وكفر ومحال، فإنَّ الرسول سببٌ في حصول الهداية والإيمان، والأعمال الصالحة سبب لحصول النجاة، والكفر سبب لدخول النار، والأسباب المشاهَدة أسبابٌ لمسبَّباتها؛ ولكن الذي يريد: أن يَحذَرَ من إضافة يقينه إلى سببٍ غير الله، ولا (٥) يتعلَّق بالأسباب، بل يفنى بالمسبِّب عنها.
(١) «المنازل» (ص ٢١). (٢) ج، ن: «وهو على كل حال سببٌ». (٣) م، ج، ن: «بيده». (٤) ع: «واطمأنَّ». (٥) «لا» ساقطة من ش، ومضروب عليها في م.