فصل
ومن منازل {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}: منزلة العَزْم، وقد ذكرنا في أوّل الكتاب (١) أنّه نوعان:
أحدهما: عزم المريد على الدُّخول في الطّريق، وهو بدايةٌ (٢).
والثّاني: عزم السّالك. وهو مقامٌ ذكره صاحب «المنازل» في وسط كتابه في قسم الأصول، فقال (٣): (هو تحقيق القصد طوعًا أو كَرهًا).
أمّا قوله: (تحقيق القصد) فهو أن يكون قصده محقّقًا، لا يَشُوبه شيءٌ من التّردُّد.
وأمّا تقسيمه هذا التّحقيق إلى طوعٍ وكَرهٍ فصحيحٌ، فإنّ المختار: تحقيقُ قصدِه طوعًا، وأمّا المُكْرَه (٤): فتحقيقُ قصدِه كَرهًا، فإنّه إذا أكره على فعلٍ، وعزم عليه: قد حقّق قصده كرهًا لا طوعًا.
واختلف الفقهاء والأصوليُّون في المكره: هل يسمّى مختارًا أم لا؟ (٥).
(١) (١/ ٢٠٤).(٢) ل: «بذاته»، تصحيف.(٣) (ص ٥١).(٤) ل: «الكره».(٥) انظر: «المستصفى» (١/ ٧٨، ٨٣) ط. الرسالة، و «الأشباه والنظائر» للسيوطي (ص ٢٠٣)، و «الضروري في أصول الفقه» لابن رشد (ص ٥٤)، و «المبسوط» للسرخسي (٢٤/ ٢٨)، و «بدائع الصنائع» (٣/ ١٢٣)، و «نهاية المطلب» (١٦/ ١٢٦) و «مجموع الفتاوى» (٨/ ٥٠٢).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://mail.shamela.ws/page/contribute