قال صاحب «المنازل» - رحمه الله - (١): (السّكينة: اسمٌ لثلاثة أشياء. أوّلها: سكينة بني إسرائيل التي أُعْطُوها في التّابوت. قال أهل التّفسير: هي رِيحٌ هَفّافةٌ، وذكروا صفتها).
قلت: اختلفوا: هل هي عينٌ قائمةٌ بنفسها أو معنًى؟ على قولين.
أحدهما: أنّها عينٌ. ثمّ اختلف أصحاب هذا القول في صفتها (٢):
فرُوِي عن عليِّ بن أبي طالبٍ - رضي الله عنه - أنّها ريحٌ هَفَّافةٌ، لها رأسان ووجهٌ كوجه الإنسان (٣).
ويُروى عن مجاهدٍ: على صورة هرّةٍ لها جناحان (٤).
و [قيل: له](٥) عينان لهما شعاعٌ، وجناحاها من زمرُّدٍ وزبرجدٍ، فإذا سمعوا صوتَها أيقنوا بالنّصر (٦).
(١) (ص ٦٧). (٢) الأقوال الآتية في «تفسير البغوي» (١/ ٢٢٩). والمؤلف صادر عنه. (٣) رواه الطبري في «تفسيره» (٤/ ٤٦٧). (٤) رواه الطبري (٤/ ٤٦٨، ٤٦٩)، وابن أبي حاتم في «تفسيره» (٢/ ٤٦٩)، والبيهقي في «الدلائل» (٤/ ١٦٨). (٥) زيادة من «تفسير البغوي» مصدر المؤلف، ليتميز قول مجاهد عن غيره. (٦) رواه ابن أبي حاتم (٢/ ٤٦٨) عن ابن عباس - رضي الله عنهما -.