واجدًا (١)، ثمّ يستغرق في وجده حتّى يصل إلى موجوده.
ويستشكل قول أبي الحسن النُّوريِّ - رحمه الله -: أنا منذ عشرين سنةً بين الوجد والفقد، إذا وجدتُ ربِّي فقدت قلبي، وإذا وجدتُ قلبي فقدت ربِّي (٢). ومعنى هذا: أنّ الوجود الصّحيح يُغيِّب الواجدَ عنه، ويُجرِّده منه، فيفنى بموجوده عن وجوده، وبمشهوده عن شهوده، فإذا وجد الحقيقة غاب عن قلبه وعن صفاته، وإذا غابت عنه الحقيقة بقي مع صفاته. وفي هذا قيل (٣):
وجودي أن أغيبَ عن الوجودِ ... بما يبدُو عليَّ من الشُّهودِ
وما في الوجدِ موجودٌ ولكن ... فخرتُ بوجْدِ موجودِ الوجود