وقال أبو بكرٍ الطَّمَسْتانيُّ (١) ــ من كبار شيوخ الطّائفة ــ: الطّريق واضحٌ، والكتاب والسُّنّة قائمٌ بين أظهُرِنا، وفضلُ الصّحابة معلومٌ، لسَبْقِهم إلى الهجرة ولصحبتهم. فمن صحِبَ الكتاب والسُّنّة، وتغرَّبَ عن نفسه وعن الخلق، وهاجر بقلبه إلى الله= فهو الصّادق المصيب (٢).
وقال أبو عمرو بن نُجَيدٍ - رحمه الله -: كلُّ حالٍ لا يكون عن نتيجة علمٍ فإنّ ضررَه على صاحبه أكثرُ من نفعه (٣).
وقال: التّصوُّف: الصّبرُ تحت الأوامر والنّواهي (٤).
وكان بعض أكابر الشُّيوخ المتقدِّمين يقول: يا معشرَ الصُّوفيّة، لا تُفارِقوا السّوادَ في البياض تَهلِكوا (٥).
(١) في النسخ: «الطستاني»، تحريف. وطَمَستان مدينة من مدن فارس، كما في «معجم البلدان» (٤/ ٤١). وترجمته في «طبقات السلمي» (ص ٤٧١)، و «حلية الأولياء» (١٠/ ٣٨٢) وغيرهما. (٢) «الرسالة القشيرية» (ص ٢٢٢). ورواه بنحوه السلمي في «طبقاته» (ص ٤٧٣)، وأبو نعيم في «الحلية» (١٠/ ٣٨٢). (٣) «الرسالة القشيرية» (ص ٢١٧)، ورواه السلمي في «طبقاته» (ص ٤٥٥). وانظر: «سير أعلام النبلاء» (١٦/ ١٤٧)، و «تاريخ الإسلام» (٨/ ٢٣٧). (٤) «الرسالة القشيرية» (ص ٢١٧)، ورواه السلمي في «طبقاته» (ص ٤٥٤). وانظر: «سير السلف» (ص ١٣٤٦). (٥) رُوي عن سهل بن عبد الله أنه قال: «احفظوا السواد على البياض، فما أحدٌ تركَ الظاهر إلا خرج إلى الزندقة». انظر: «تاريخ دمشق» (٤٨/ ٢٥٣)، و «بغية الطلب» (١٠/ ٤٣٧٩)، و «تلبيس إبليس» (ص ٢٨٧).