وقال الإمام أحمد - رضي الله عنه - في رواية ابنه عبد الله عنه، وقد سئل ما الفتوّة؟ فقال: تركُ ما تهوى لما تخشى (٢).
ولا أعلم لأحدٍ من الأئمّة الأربعة كلامًا فيها سواه.
وسئل الجنيد عن الفتوّة؟ فقال: أن لا تُنافِرَ فقيرًا، ولا تُعارِضَ غنيًّا (٣).
وقال الحارث المحاسبيُّ - رحمه الله -: الفتوّة أن تُنصِف ولا تَنتصِف (٤).
وقال عمرو بن عثمان المكِّيُّ - رحمه الله -: الفتوّة حسن الخُلق (٥).
وقال محمّد بن عليٍّ التِّرمذيُّ - رحمه الله -: الفتوّة أن تكون خصمًا لربِّك على نفسك (٦).
وقيل: الفتوّة أن لا ترى لنفسك فضلًا على غيرك (٧).
(١) «الرسالة القشيرية» (ص ٥٠٧)، و «آداب الصحبة» للسلمي (١٥)، و «تاريخ دمشق» (٤٨/ ٤٣٠). (٢) «الرسالة القشيرية» (ص ٥٠٨). ولم أجده في مسائل ابنه عبد الله. وهو من طريقه في «الآداب الشرعية» (٢/ ٢٣١)، و «ذيل طبقات الحنابلة» (١/ ٢٩٨)، وعند المؤلف في «عدة الصابرين» (ص ٦٥)، و «روضة المحبين» (ص ٤٥٧). (٣) «الرسالة القشيرية» (ص ٥٠٧). (٤) المصدر نفسه (ص ٥٠٧). (٥) المصدر نفسه (ص ٥٠٧). (٦) المصدر نفسه (ص ٥٠٧). ورواه أبو نعيم في «الحلية» (٩/ ٣٨٢) عن ذي النون. (٧) المصدر نفسه (ص ٥٠٧).