وقيل: اصبروا على النعماء، وصابروا على البأساء والضراء، ورابطوا في دار الأعداء، واتقوا إله الأرض والسماء (١) لعلَّكم تفلحون في دار البقاء (٢).
فالصبر: مع نفسك، والمصابرة: بينك وبين عدوِّك، والمرابطة: الثبات وإعداد العدَّة. وكما أنّ الرِّباط لزوم الثغر لئلَّا يهجم منه العدوُّ، فكذلك المرابطة أيضًا لزوم ثغر القلب لئلَّا يهجم عليه الشيطان، فيملكه أو يُخربه أو يشعِّثه.
وقيل: تجرَّعِ الصبرَ، فإن قتلك قتلك شهيدًا، وإن أحياك أحياك عزيزًا (٣).
وقيل: الصبر لله عناء (٤)، وبالله بقاء، وفي الله بلاء (٥)، ومع الله وفاء، وعن الله جفاءٌ. والصَّبر على الطلب عنوان الظَّفَر، وفي المحن عنوانُ الفَرَج (٦).
(١) «وقيل: اصبروا على النعماء ... » إلى هنا من ع، ولعله سقط من الأصل وغيره لانتقال النظر. (٢) أورده الثعلبي في «تفسيره» (٩/ ٥٩٧)، والمؤلف صادر عن مختصره «معالم التنزيل» (٢/ ١٥٧). (٣) «القشيرية» (ص ٤٤٢) بلا نسبة. (٤) في الأصل، ل، ش، ع بالغين المعجمة، وهو في بعض نسخ «القشيرية» كذلك. ولكن المؤلف شَرَحه في «عُدَّة الصابرين» (ص ٩٠) على ما أُثبت. وكذا شرحه زكريا الأنصاري في «إحكام الدلالة» (٢/ ٥٧٤). (٥) «وفي الله بلاء» ساقط من ل. (٦) «القشيرية» (ص ٤٤٢) بلا نسبة. وللمؤلف شرح للجملة الأولى في «عُدَّة الصابرين» (ص ٩٠ - ٩٢).