وقال الخوَّاص: هو الثبات على أحكام الكتاب والسنة (١).
وقال يحيى بن معاذٍ: صبر المحبِّين أشدُّ من صبر الزاهدين، وا عجبي (٢) كيف يصبرون؟! وأنشد:
والصبر يَجمُل في المواطن كلِّها ... إلَّا عليك فإنَّه لا يجمُلُ (٣)
وقيل: الصبر هو الاستعانة (٤) بالله (٥).
وقيل: هو ترك الشكوى (٦).
وقيل (٧):
الصَّبر مثل اسمه مرٌّ مذاقتُه ... لكن عواقبه أحلى من العسل
وقيل: الصبر أن ترضى بتلف نفسك في رضا من تحبُّه، كما قيل (٨):
(١) «تفسير السلمي» (١/ ٣٦٦) و «القشيرية» (ص ٤٤٠). (٢) ج، ن: «وا عجبا»، وكذا في «القشيرية». (٣) «القشيرية» (ص ٤٤٠). وللعُتبي محمد بن عبيد الله (ت ٢٢٨) من قصيدةٍ سائرةٍ يرثي بها ابنه: والصبر يحمد في المواطن كلها ... إلا عليك فإنه مذموم وقد أنشده المبرد مع بيتٍ آخر في «الكامل» (ص ٥٥٥). وانظر: «العِقد» (٣/ ١٩١) و «تاريخ الإسلام» (٥/ ٦٧٩). ويبدو أن بعضهم قد تصرف في قافية البيت. (٤) الأصل، ل، ن: «الاستغاثة»، والمثبت موافق للمصدر. (٥) ذكره القشيري (ص ٤٤٠) عن ذي النون. (٦) ذكره القشيري (ص ٤٤٠) عن رويم. وأسنده عنه أبو نعيم في «الحلية» (١٠/ ٣٠١) والبيهقي في «الشعب» (٩٦٠٧). (٧) البيت لمحمود بن الحسين «كشاجم» في ديوانه (ص ٤٦٠) مع اختلاف في الصدر. (٨) البيت لابن عطاء الأدمي في «القشيرية» (ص ٤٤١)